الخميس، 6 سبتمبر 2012

سيدي محمد وفا رضي الله عنه


بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سيدي محمد وفا رضي الله عنه

هو سيدي محمد وفا بحر الصفا غوث الزمان وقطب الأوان من أكابر العارفين خاتم الأولياء صاحب الرتبة العلية وكان أميا وله لسان غريب في علوم القوم ومؤلفات كثيرة ألفها في صباه وهو ابن سبع سنين أو عشر فضلاً عن كونه كهلاً وله رموز في منظوماته ومنشوراته مطلسمة إلى وقتنا هذا لم يفك أحد معناها ، وكان رضي الله عنه من أصل مغربي قدم جده سيدي محمد النجم إلى ثغر الإسكندرية واجتمع بالقطب سيدي إبراهيم الدسوقي ثم استوطن بالإسكندرية وطابت له الإقامة ورزق فيها بابنه سيدي محمد الأوسط والد السيد محمد وفا رضي الله عنه .




وسبب تسميته بوفا لأن نهر النيل توقف فلم يزد إلى أوان الوفاء فعزم أهل مصر على الرحيل فجاء إلى البحر وقال اطلع بإذن الله فطلع ذلك اليوم سبعة عشر ذراعاً وأوفى فسموه وفا.

وسئل ولده سيدي علي رضي الله عنه مع علو مقامه وفرقانه أن يشرح شيئاً من تائية والده فقال رضي الله عنه لا أعرف مراده لأنه لسان أعجمي على أمثالنا.



من مؤلفاته: فصول الحقائق/ والعروس/ الشفاء/ وديوان عظيم وقد افرد السيد الشعراني عن كتابه كتاباً مستقلاً رحمه الله ورضي عنه. ولقد كان كلامه رضي الله عنه أعجميا على كل قارئ غير من أوتى من الله فهماً كفهمه فليس كل من قرأ كتابه أدرك معناه .

يقول في كتابه فصول الحقائق:

سبحانك من وجه أنت لا من وجه أنا ، سبحانك من وجه الوجه المتنزه من وسم الأسماء والكنى ، أحاشيك عن العلم والقول وأنزهك عن القوة والحول .



ويقول : أعوذ بك من تحليل التحويل ومحاولات الحيلة ، اللهم أرني وجهك لا من حيث كل شيء هالك ، وأسألك بي لا سبيل المهالك والهالك .

وقد أطال النفس في هذا الكتاب بما لا تسعه العقول .

وكان سلوكه في الشاذلية على يد أستاذه الإمام داوود بن ماخلا .

وأما زاويته فقد كانت في (أخميم) فقد كانت له زاوية كبيرة ووفدت عليه الناس من كل جانب ، ثم ثار إلى مصر واعتكف بها للعبادة حتى آخر حياته .

ولما دنت وفاته خلع منطقته على الابزاري صاحب الموشحات وقال : هي وديعة عندك حتى تخلعها على ولدي علي فعمل أيام كانت المنطقة عنده الموشحات الظريفة إلى أن كبر سيدي علي فخلعها عليه ثم رجع لا يعرف أن يعمل موشحاً .

وفاته :

توفي رضي الله عنه بالقاهرة يوم الثلاثاء عام 765 ودفن بالقرافة بين ضريحي الأستاذ السعود وسيدي تاج الدين بن عطاء رضي الله عنه بإشارة منه إذ قال : ادفنوني بين سعدٍ وعطا.

المراجع

الطبقات الكبرى للشعراني.

طبقات الشاذلية الكبرى لمحيي الدين الصطحي .

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

واغوثاه

بسم الله الرحمنالرحيم
يارسول غوثا ومدد
 يارسول الله انت المعتمد
يارسول الله فرج كربنا
يارسول الله ما رآك الكرب الا وشرد

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

صفا كأسٌ لمن أهوى


صفا كأسٌ لمن أهوى

صـفـا كأسٌ لـمـن أهـــــــــــــــــــوى___________________________________
  
وراقَ الشـــــــــــــــــــــربُ والأَهْوا___________________________________
وحـان الشـربُ مـــــــــــــــــــا أجلى___________________________________
  
ومـا أصـفَى ومـا أضـــــــــــــــــــوا___________________________________
بـهـا الكـاسـاتُ قــــــــــــــــد دارتْ___________________________________
  
بـغـير سِوىً ولا أســــــــــــــــــــوا___________________________________
شَربْنـاهـا مــــــــــــــــــــــــروَّقةً___________________________________
  
مـن السـاقـي ولـــــــــــــــــــم نُرْوَ___________________________________
تبـدّت فـي الـدجى لــــــــــــــــــيلى___________________________________
  
فـيـا لِلَّيلِ مـا أحــــــــــــــــــــوى___________________________________
بـوجهٍ مُشـرقٍ بــــــــــــــــــــــــدرٍ___________________________________
  
عـلى حِبٍّ لهـا يـهـــــــــــــــــــــوى___________________________________
فغِبْنـا عـند رؤيـتهــــــــــــــــــــا___________________________________
  
وفـي الغـيْبـوبةِ الـتقــــــــــــــــوى___________________________________
بذا تُحـيـــــــــــــــــــــي فؤادَ فتًى___________________________________
  
وعـنهـا الصـبُّ لا يـقـــــــــــــــــوى___________________________________
يرى فـي هجْرِهـا ألــــــــــــــــــــمًا___________________________________
  
وقـد تُودي بــــــــــــــــــــه الأدوا___________________________________
أدارتْ كأسَ خمـرتهــــــــــــــــــــــا___________________________________
  
فصـاح الكلُّ بـالشكــــــــــــــــــــوى___________________________________
وفـاهُوا بـالهـــــــــــــــــــوى سحَرًا___________________________________
  
فريـقٌ لـــــــــــــــــــــم يرَوا صحْوا___________________________________
وإن تقتلْ أخـــــــــــــــــــــــا وَلَهٍ___________________________________
  
فلا يـدري له مـثـــــــــــــــــــــوى___________________________________
أسـرَّتْ للفتى ســــــــــــــــــــــــرّاً___________________________________
  
وقـالـتْ إحذرِ الـدعـــــــــــــــــــوى___________________________________
ففـيـهـا الـــــــــــــــــحتْفُ والإهلا___________________________________
  
كُ، والإبعـادُ والـبـلـــــــــــــــــوى___________________________________
وكُفَّ العـيـنَ عـن غـــــــــــــــــــيري___________________________________
  
بِقـلـبٍ فـي الهـوى يُطـــــــــــــــــوَى___________________________________
وأحشـــــــــــــــــــــــــــاءٍ مضمَّرةٍ ___________________________________
  
بنـار الـحـب قـد تُشــــــــــــــــــوى___________________________________
إذا مـــــــــــــــــــــا شئتَ أن تشهدْ___________________________________
  
جـمـالـي فـاهجـرِ الأهــــــــــــــــوا___________________________________
ــــــــــــــــــــــــونفسًا مُكرِهًا___________________________________
  
ومـا ألفَتْ ســـــــــــــــــــوى الإغوا___________________________________
فجـاهِدْهـا عــــــــــــــــــــــلى ذِكْرٍ___________________________________
  
وعـوِّدْهـا عـلى الـتقــــــــــــــــــوى___________________________________
وغِبْ عـن رؤيةِ الأكــــــــــــــــــــوا___________________________________
  
نِ تـرقَ الغايةَ القصـــــــــــــــــــوى___________________________________

سر الوصول إلى الجناب العالى للاستاذ حسين بهيج


سر الوصول إلى الجناب العالى
سر الوصول إلى الجناب العالى... حـــب النبى محـــمد والال
تعطى القبول وترفعن لجنـــــابه... وتنــــال ماترجوه من أمال
والفضل لايعطى لعلة عـــــــامل... نزه إلهك عن سوى ومثال
والفضل فضـــــل الله يعطة منة... بالحب فى طه العزيزالغالى
من لحظة فى الحب تشهد وجهه... وتفوز منه بسره والحــــال
تعطى الجمال فلا يراكا مصـــدق... إلا ويشهد نــــوره المتلالى
من حب قلبى للحبيب محمــــــــد... نلت المنى بل نلت كل أمالى
بشرى لمن عشقوا جمال محمد... نالوا القبول من الولى الوالى
أنا ياحبيبى فى هـــــواكا متيم... وشهود وجهك بغيتى ونوالى
واجه بهذا الوجه مضنى مغرما...يرجو نوال القرب والايصـــال
أنت الوسيلة أنت نور قلوبنـا... أنت الشفيع بحضرة المتعـالى
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صلاة ابن مشيش

اللهم صلي على من منه انشقت الأسرار ، وانفلقت الأنوار ، وفيه ارتقتالحقائق وتنزلت علوم آدم ، فأعجز الخلائق ، وله تضاءلت الفهوم ، فلم يدركه منا سابق ولالاحق . فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة ، وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفقة ، ولا شئإلا وهو به منوط إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط . صلاة تليق بك منك إليه كماهو أهله ، اللهم إنه سرك الجامع الدَّالُّ عليك ،وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك ،اللهم ألحقني بنسبه وحققنى بحسبه . وعرفني إياه معرفة أسلم بها من مواردالجَهل . وأكرع بها من موارد الفضل واحملني على سبيله إلى حضرتك حملا محفوفا بنصرتك ،واقذف بي على الباطل فأدمغه وزج بي في بحار الأحدية . وانشلني من أوحال التوحيد . وأغرقني في عين بحر الوَحدة حتى لا أرى ولا أسمعَ ولا أجدَ ولا أحسَ إلا بها . واجعلالحجاب الأعظم حياة روحي وروحه سر حقيقتي . وحقيقته جامع عوالمي . بتحقيق الحق الأوليا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن اسمع ندائي بما سمعت به نداء عبدك زكريا ( وانصرنيبك لك و أيدني بك لك و اجمع بيني وبينك وحل بيني و بين غيرك ) ثلاثا . اللۤه اللۤهاللۤهإن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد . ربنا آتنا من لدنك رحمةو هيئ لنا من أمرنا رشدا . "ثلاثا" .إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيهاالذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما صلوات الله وسلامه وتحياته ورحمته وبركاته علىسيدنا محمد عبدك و نبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله و صحبه عدد الشفع والوتر وعددكلمات ربنا التامات المباركات ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم * سبحان ربك ربالعزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . 

الأحد، 2 سبتمبر 2012

ديوان النفحات


سيدى فضيلة الشيخ  عمران احمد عمران

حِزْبُ اللُّطْفِ

                                أعُوذُ بالله مَن الشيطان الرجيم                                                                                                                   بسْمِ الله الرحْمن الرَّحيم .
اللهم يا لطيفُ نسألُك اللُّطفُ فيما جَرَتْ بِهِ المقاديرُ .ألطف بنا يا لطيفُ.الله لطيفٌ بعبادِه يَرْزُقُ مَن يشاءُ وهُوَ القويّ العزيزُ{يا لطيف}(129) أعُوذُ بالله مَن الشيْطانِ الرجيم.بسْمِ اللهِ الرحمن الرحّيمِ.الحمدُ للهِ ربِّ العالمين . الرحّمُن الرحيم. مَالِكْ يَوْمِ الدِّينِ. إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَستْعَين . اهْدِنَا الصِّراطَ المستقيمَ. صِرَاطَ الذين أنْعَمْتَ عَليهْمِ.غَيْرِ المغضُوبِ عليْهمِ.ولا الضَّالّين.آمينْ.اللهم اجعل أفضل الصلوات وأنمى البركات في كل الأوقات على سيدنا محمد أكمل أهل الأرض والسماوات.وسَلِّم عليه يا ربَّنا أزْكَى التحيّاتِ في جميع الحضرات. اللهم يا مَن لُطفُه بخلقه شامل.وخيره لعبده واصل.لا تخرجنا عن دائِرة الألطاف ِ.وآمِنَّا مِن كل ما نخاف.وكُن لنا بلُطْفِكَ الخَفيِّ الظاهِر.يا باطن يا ظاهر.يا للطيف نسألك وقايةَ اللطف في القضا.والتسليمُ مع السلامة عِند نزُلِهِ والرِّضَا.اللهم إنك العليم بما سبق في الأزلْ. فَحُفَّنا بلطفك فيما نزل يا لطيفاً لم يَزَلْ.واجعلنا في حِصْنِ الـتَحصُّنِ بك يا أول يا مَن إليه الالتجاء وعليه المعَوَّل.اللهم يا مَن ألقى خَلْقَهُ في بحر قضائِهِ.وحَكَم بحُكْمِ قَهْرِهِ وابتلائِه.اجعلنا مِمَّن حُمِل في سفينة النجاة وَوُقىَ من جميع الآفـات. إلـهنا مَن رَعَتْهُ عَيْنُ عِنَايتُكَ كان ملطوفا به في التقدير. مَحْفُوظاً بعين رِعايتك يا قدير.يا سميع يا قريب يا مُجيب الدُّعا. ارعنا بعين رِعَايتك يا خَيْرَ مَن رعَا.إلـهنا لُطفُكَ الخفيُّ ألطفُ مِن أن يُرى.وأنت اللطيف الذي لطفت بجميع الوَرَى.حَجَبْتَ سَرَياَ سِرِّكَ في الأكوان.فلا يَشْهَدَهُ إلاَّ أهْلُ المَعْرِفَةِ والعِيان.فلما شَهِدُوا سِرَّ لُطفِكَ بكل شئ . أمِنوا مِن سوءِ كل شئ. فأشْهِدْنا سرَّ هذا اللّطفِ الواقي .مادام لُطفُك الدائم الباقي . إلـهنا حُكْمُ مَشيئَتِك في العبيد لا تَرُدُّه هِمَّةُ عَارِفٍ ولا مُريد.لكن فتحت لنا أبواب الألطاف الخفية.المانعةِ حُصُونِها مِن كل بلية.فأدخِلنا بلطفِك تِلك الحصون.يا مَن يقول للشيء كن فيكون. إلـهنا أنت اللطيف بعبادك لاسِيما بأهل مَحَبَّتِكَ وَوِدَادِك.فبأهْلِ المحَبةِ والوداد.خُصَّنا بلطائِف اللُّطف يا جَوَادْ.إلـهنا اللطفُ صِفَتُك والألطافُ خَلْقُك.وتنفيذ حُكمِكَ في خَلْقِكَ حَقُّك.ورأفَةُ لُطفِكَ بالمَخلوقين تمنَعُ استقْصَاءُ حَقِّكَ في العالمين. إلـهنا لَطَفت بِنا قبل كَوننا ونحن للطف غير مُحْتَاجين أفتمنعنا مِنه مع الحاجة له وأنت أرحم الراحمين.حاشا لطفك الكافي وُجودُك الوافي.إلـهنا لُطفْك هُو حِفظُك إذا رَعَيْت.وحِفظُكَ هو لُطْفِكَ إذا وَقَيْت.فأدخِلْنا سُرادِقَات لُطْفِك واضرب علينا أسوار حِفظِك.يا لَطيف نسألك اللُّطْفَ أبدا.يا حَفيظُ قِنا السُّوءَ وشَرَّ العِدا.يا لطيف يا لطيف يا لطيف.مَن لِعَبْدِك الخائِف الضَّعيف. اللهم كما لَطِفت بي قبل سُؤالي وكَوني. كن لي لا علىَّ يا أمني وعَوني.الله لطيفٌ بِعِبادِه يَرْزُقُ مَن يشاءُ وهُو القويُّ العزيزُ. آنسني بلُطفِك يا لطيف.أُنـــْسَ الخائِف في حال الـمَخِيف.تآنست بلُطفِك يا لطيف.وُقيتُ بلطفِك الرَّدى وتَحَجَّبتُ بِلُطفِك عن العِدا.يا لطيف يا حَفيظ والله مِن ورائِهم مُحيط بل هو قرآن مَجيد في لَوحٍ مَحفوظ. نَجَوْتُ مِن كُلِّ خَطْبٍ جسيم بِقَولِ ربِّي ولا يؤُوُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ العَليُّ العَظيم.سَلِمْتُ مِن كُلِّ شَيّطانٍ وحَاسِد بِقول ربي وحِفظاً مِن كل شيطانٍ مارِد.كُفيتُ كل هَمٍ في كل سبيل بقولي حَسْبيَ الله ونِعم الوكيل.الله لا إله إلا هو الحيُّ القيوم لا تأخُذُه سِنَةُ ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض مَن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.يعلم ما بين أيديهم وما خَلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم.لا إكراه في الدين قَد تَبيَّنَ الرُشْدُ مِن الغَيِّ.فَمَن يَكْفُرْ بالطاغوتِ ويؤمن بالله فقد اسْتـَّّمْسَكَ بالعٌرْوَةِ الوُثْقَى لا انفِصام لها والله سميعٌ عليمٌ .الله وليُّ الذين آمنوا يُخْرِجُهم مِن الظُّلُمَاتِ إلى النور.والذين كفروا أولياؤُهُمْ الطاغوت يُخْرِجُونَهُمْ مِن النور إلى الظُّلُمَاتِ أولئِكَ أصْحَابُ النَّارِ هُم فيها خالدُون. لقَد جاءكُمْ رَسُولٌ مِن أنفُسِكُم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوف رَحيم.فإن تَوَلَّوْا فقُل حَسْبِي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. بسم الله الرحمن الرحيم . لإيلاف قُريْشٍ إيلافِهِمْ رِحْلَةِ الشتاء والصَّيف. فليعْبُدُوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم مِن جوعٍ وآمَنَهُم مِن خَوف. اكتَفَيْتُ بكـهـيـعـص.واحْتَّميْتُ بحـم عـسـق. قَوْلُهُ الحق و له الملك. سلامٌ قَوْلاً مِن رَبًّ رَحيم . أحُونٌ قافٌ أدُمَّـ حَمَّ هاءٌ آمين. اللهم بحِقِّ هذه الأسرار قِنا الشر والأشرار. وكُلَّ ما أنت خَالِقَهُ مِن الأكْدَار. قُل مَن يَكْلَؤُكُم بالليل والنهار. بِحقِّ كِلاءَةِ رَحْمانيَّتِكَ اكلأنا ولا تِكلنا إلى غير إحاطَتِك. رب هذا ذُل سُّؤَالي ببابِك.لا حول ولا قُوَّةَ إلا بِك. اللهم صَلِّ على مَن أرسَلتَه رَحْمَةً للعالمين.سَِيّدنا محمد خاتم النبيين . صلى الله عليه وسلم ومَجَّدّ وعَظَّمَ وشَرَّفَ وكَرَّمَ. سَيِّدي لا تُخْلِني مِن الرحمة والأمان. يا حنان يا مَنَّان . وسَلامٌ على جميع الأنبياء والمرسَلين والحمد لله رَبِّ العالمين

حِزْبُ الإخْفَاءِ

{بسْمِ الله الرحْمن الرَّحيم}
احْتَجَبْتُ بنُورِ اللهِ الدائمِ الكاملْ.وتحَصَّنْتُ بحصْنِ الله القوىِّ الشَّامِل.ورَمَيْتُ مَن بغَى علىَّ بسهم الله وسَيْفِهِ القاتِلْ.اللهم يا غالباً على أمرِهِ ويا قائِماً فوقَ خَلْقِهِ ويا حَائِلاً بيْنَ المرءِ وقلبِهِ.حُلْ بيني وبين الشيْطَانِ ونَزْغِهِ.اللهم كُفَّ عَنىّ ألسِنَتَهُم واغلُلْ أيدِيَهُم وأرجُلَهُم واربِطْ على قُلُوبهم .واجعل بيني وبينهم سدَاً مِن نُورِ عَظمتِكَ وحجَاباً مِن قُوَّتِكَ وجُنْداً مِن سُلطانِك . إنك حيُّ قادِرٌ مُقتَدِرُ قهَّار . اللهم اغشِ عَنّى أبصارَ الأشرار والظَّلَمَةِ حتى لا أُبالى بأبصارهم . يكاد سنا بَرقِه يذهب بالأبصار.يُقلِّبُ الله الليل والنهار إن في ذلك لعِبرةً لأولي الأبصار. بسم الله كهـيعص . بسم الله حـمـ عـسـق. كماء ٍ أنْزَلناه مِن السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هَشيماً تَذرُوهُ الرياح .هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشَّهادة هو الرحمن الرحيم. يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين مِن حَميم ولا شفيعٍ يُطاع.عَلِمت نَفْسٌ ما أحْضَرَتْ فلا أُقسِمُ بالخُنَّسِ الجوار الكُنَّسِ والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفسَّ.ص والقرآن ذي الذِكرِ بَلِ الذين كَفَرُوا في عِزَّةٍ وشِقاق.شاهِت الوجوه . شاهِت الوجوه.شاهِت الوجوه.وعَمِيت الأبصارُ وكلَّتِ الألسن وَوَجِلَتِ القُلُوب {جَعَلْتُ خَيرهم بين أعيُنَهُم وشرِّهُم تحت أقدامِهم وخاتَم سُليمان بين أكتافِهِم لا يسمعون ولا يُبصرون ولا ينطقون بحقِّ كهـيعـص. فسيكفيهم الله وهو السميع العليم.فسيكفيهم الله وهو السميع العليم .فسيكفيهم الله وهو السميع العليم }3{إنَّ وَليِّيَ الله الذي نَزَّلَ الكِتّاب وهو يتَوَلَّى الصَّالحين}(3) {حَسْبيَ الله لا إله إلا هُوَ عليه توكلت وهُوَ رّبُّ العَرشِ العَظيم}(7).بل هو قرآن مَجيد في لوح مَحفوظٍ.اللهم احفظني مِن فَوقي ومِن تَحْتي وعَن يَميني وعَن شِمالي ومِن خَلْفي ومِن أمامي ومِن ظاهِري ومِن باطِني ومِن بَعض ومِن كُلي وحُل بَيني وبين مَن يَحولُ بيني وبينك.يا ألله.يا ألله.يا ألله .ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العَظيم.وصلى الله على سيدنا محمد النبيِّ الأُميِّ وعلى آله وصَحْبِهِ وسَلّم تسليماً

السبت، 1 سبتمبر 2012






قصيده فى الصلاة على النبى


قصيده فى الصلاة على النبى (من تاليف شيخنا عمران احمدعمرا ن شيخ الطريقة الشاذلية العمرانية

1. يارب صلى على النبي وآلــــه ***** من نارت الدنيا بنور جمالــه
2. وعلى صحبته الكرام بجمعـــهم ***** والتابعين العاملين بقولــــه
3. مقدار علمك يا علـــيم وخبئـه **** وبقدر حلم لانتــهاء لفضــله
4. وبقدر سمعك يا سميع مــقالتي**** وبقد إبصارِ ودمـعة بالــــه
5. وبقدر رحمتك التى أعطيتهـــا ***** لمن ارتجى فرحمته من ذلـــه
6. وبقدر نعمــتك التى أنعمتهــا ***** والجود ولإحسان مع أفضــاله
7. وبقدر نور جمال وجــهك ربنا ***** وبقدر سر السر فى إجـــلاله وبقدر حبك فيه والكرام الــذي ***** أعطيته للعالمين لأجلــــه وبقدر عزك يا عزيز وشأنــه ***** وبقدر قربك فى لذيذ وصـــاله
8. وبقدر معلومات علمك دائمــا ***** وبقدر ذكرك فى كمال كمـــاله
9. وبقدر مدحك فيه والشرف الذي ***** ما ناله ذو القدر من أمثــــاله
10. وبقدر رتبتــة ورفع مقامــه***** وبقدر سنته وصدق مقالــــه
11. وبقدر بهجته وطلعــــه بدره***** وبقدر نشأته وصفوة شكلــــه
12. وبقدر مافى اللوح مع قلم جرى ***** وبقدر بدء الدهر مع إيصالـــه
13. وبقدر سكان السموات العــلا***** والحجب والكرسي وعرش جلاله
14. وبقدر خلق الأرض من إنس ومن*****جن كذا الحيوان فى أشكالـــه
15. وبقدر تسبيح العباد وذكرهـــم***** وبقدر أسرار الكتاب وفضلــه
16. وبقدر مافى الأرض من شجر ومن**** ورق وأثمار النبات وأصلـــه
17. وبقدر رمل والحصى مع كل طـود**** فى الجهات ووعره آو سهلـه
18. وبقدر ما جرت الرياح وحــركت **** وبقدر مايؤى البنا مع ظلــه
19. وبقدر ما طلعت عليه الشمس من **** بر وبحروالعلووسفلـــه
20. وبقدر قطرات البحار ووزنهــا ***** والموج والزبد الرفيع وثقله
21. وبقدر ما فى الغيث من مطر ومن *****برد وثلج ثم قدر نزولـــه
22. وبقدر صوت الرعد ثم دويــه ***** وبقدر برق السحب مع إشعاله
23. وبقدر أنفاس الخلاق كلهـــم ***** دنيا وأخرى والحساب وعدله
24. وبقدر سكان الجنان وما حوت *****مما أعد من النعيم لأهلــه
25. وبقدر من سكن الجحيم ومكثــه ***** فيها وقدر عذابه ونكالــه
26. وبقدر من صلى عليه ومن سهـا ***** من مبدأ الدنيا ليوم مآله
27. وبقدر أيام الدهور ومـــرها **** وبقدر ساعات النهار وليله
28. ما لاح نجم فى السماء ومابـــدا***** قمر العلا وأضاءنا بهلاله
29. وأجعل ثواب صلاتنا لمحمــــد ***** أبدا دواما لائقا بجماله
30. مقدار ما قد مر من عـــدد وزد ***** من فيض فضلك قدر ذلك كله
31. مادام وجهك باقيا يا ذا الـــعلا ***** ورفيع مجدك مع كمال كماله
32. يارب وفقنا لنقفو إثــــــره ***** وأمنن بمنهج رشده ودليله
33. ولنا أنل لثم الضريح يجــــوز ***** وأروى الفؤاد بشرب راح ذلاله
34. وأصفح عن الزلات وأرحم ضعفنا ***** وأنعم بتنحية الردى ووباله
35. وأجعل لنا من كل ضيق مخرجا ***** وألطف بنا عند القضا وحصوله
36. وأختم بخير يا كريم لجمعنا ****** وأظلنا يوم الردى بظلاله
37. واسمح لعبدك بالرضا والعفو ****** عما قد جناه من الخطأ وفعاله
38. فهو المناوى الذليل المرتجى ****** من بحر جودك غسل رجس ضلاله
39. ولوالديه اغفر جميع ذنوبهم ****** ولآله ولزوجه ولنسيله
40. ما قال مشتاق لذكر محمد ****** يارب صلى على النبي وآله

{الــلُّـــطــــفِــيّــَةُ المــــُنِـــيرَةُ}


{بسْمِ الله الرحْمن الرَّحيم}


يُقرأ الدعاء {اللهم يا لطيفُ نسألُكَ اللُطفَ فيما جَرَتْ بِهِ المقَادِيرُ الْطُفْ بِنا يا لطيفُ
 . 

الله لطيفٌ بعباده يرزق مَنْ يَشَاء وهوَ القَويُّ العزيز}مرة واحدة.ثم يقول : يا لَطِيفُ

 (100 مرة).ثم يُقرأ الدعاء مرة. ثم يقول : يا لطيف (29 مرة). ثم يُقرأ الدعاء عشر

 مرات ثم يقول:{اللَّهُمَّ يا لطيفاً بِخَــلْــقِهِ يا عَليماً بِخَلْقِهِ يَا خَبِيراً بِخَلقِه . ألُطُفْ بِنَا       

يالَطيفُ يا عَليمُ يا خَبِير} ثلاث مرات.



الاربعين النووية - الحديث الاول

إنما الأعمال بالنيات...

عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

" إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".

رواهُ إمَامَا المُحَدِّثِينَ : أبُو عَبْدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيمَ بن المُغِيرةِ بن بَرْدِزْبَهْ البُخَاريُّ، وأبُو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاج بن مُسْلمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيسابُورِيُّ في صَحِيحَيْهما اللَّذَيْنِ هُما أَصَحُّ الْكُتُبِ المُصَنَّفَةِ.




أهمية الحديث:

إن هذا الحديث من الأحاديث الهامة، التي عليها مدار الإسلام، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه. قال الإمام أحمد والشافعي: يدخل في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة.

مفردات الحديث:

"الحفص": الأسد، وأبو حفص: كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

"إلى الله": إلى محل رضاه نيةً وقصداً.

"فهجرته إلى الله ورسوله": قبولاً وجزاءً.

"لدنيا يصيبها": لغرض دنيوي يريد تحصيله.

سبب ورود الحديث:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها : أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر، فتزوجها، فكنا نسميه: مهاجر أم قيس. [رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات] .

المعنى العام

1- اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية.

والنية: في العبادة المقصودة، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها، لتحصيل الثواب. وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضاً، فلا تصح الوسائل إلا بها.

2- وقت النية ومحلها: وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.

ومحل النية القلب؛ فلا يشترط التلفظ بها؛ ولكن يستحب ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها.

ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ.

3- وجوب الهجرة: الهجرة من أرض الكفار إلى ديار الإسلام واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد.

4- يفيد الحديث: أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.

والأعمال لا تصح بلا نية، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.

5- ويرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.

6- كل عمل نافع وخير يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة.

فاحرص على تحسين النية والإخلاص لله تعالى.

الاربعين النووية - الحديث الثانى

حديث جبريل 

عن عمر رضي الله عنه أيضا ، قال : بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثـر السفر ولا يعـرفه منا احـد. حتى جـلـس إلى النبي صلي الله عليه وسلم فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه،

وقـال: " يا محمد أخبرني عن الإسلام ".
فقـال رسـول الله صـلى الله عـليه وسـلـم :
(الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـد رسـول الله وتـقـيـم الصلاة وتـؤتي الـزكاة وتـصوم رمضان وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت اليه سبيلا).
قال : صدقت.
فعجبنا له ، يسأله ويصدقه ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍???؟
قال : فأخبرني عن الإيمان .
قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان .
قال : ان تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
قال : فأخبرني عن الساعة .
قال : "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل "
قال : فأخبرني عن أماراتها .
قال : " أن تلد الأم ربتها ، وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"

ثم انطلق ، فلبثت مليا ،ثم قال :" يا عمر أتدري من السائل ؟"

قلت : "الله ورسوله أعلم ".

قال : فإنه جبريل ، اتاكم يعلمكم دينكم "رواه مسلم [ رقم : 8 ]. 



شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : أخبرني عن الإيمان :

الإيمان في اللغة : هو مطلق التصديق ،

وفي الشرع : عبارة عن تصديق خاص ، وهو التصديق بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .

وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر . قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث ، قال الله تعالى :{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } [الحجرات :14].
وذلك أنَّ المنافقين كانوا يصلون ويصومون ويتصدقون ، وبقلوبهم ينكرون، فلما ادَّعوا الإيمان كذَّبَهم الله تعالى في دعواهم الإيمان لإنكارهم بالقلوب،وصدقهم في دعوى الإسلام لتعاطيهم إياه .

وقال الله تعالى: {إِذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يعلمُ إنَّك لرسولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إنَّ المنافقينَ لكَاذبون َ} [المنافقون :1]. أي في دعواهم الشهادة بالرسالة مع مخالفة قلوبهم ، لأن ألسنتهم لم تواطىء قلوبهم ،وشرط الشهادة بالرسالة : أن يواطىء اللسان القلب فلما كذبوا في دعواهم بَّين الله تعالى كذبهم ، ولما كان الإيمان شرطاً في صحة الإسلام استثنى الله تعالى من المؤمنين المسلمين..

قال الله تعالى : { فأخرجْنا مَنْ كَانَ فيها مِنَ المؤمنينَ فما وَجَدْنَا فيها غير بَيْتٍ مِنَ المسِْلمِينَ } [الذاريات : 35- 36]

فهذا استثناء متصل لما بين الشروط من الاتصال ولهذا سمى الله تعالى الصلاة : إيماناً ..

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وتؤمن بالقدر خيره وشره )) بفتح الدال وسكونها لغتان ، ومذهب أهل الحق : إثبات القدر ، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء في القدم ، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى ، وفي أمكنة معلومة وهي تقع على حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى .

واعلم أن التقادير أربعة :

(الأول) التقدير في العلم ولهذا قيل : العناية قبل الولاية ، والسعادة قبل الولادة ،واللواحق مبنية على السوابق ،

قال الله تعالى {يؤفك عنه من أُفِك َ} [الذاريات :9] أي يصرف عن سماع القرآن وعن الإيمان به في الدنيا من صرف عنه في القدم ،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يهلك الله إلا هالكاً )) أي من كتب في علم الله تعالى أنه هالك .

(الثاني) التقدير في اللوح المحفوظ ، وهذا التقدير يمكن أن يتغير قال الله تعالى : {يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعنده أم الكتاب } [الرعد :39] وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول في دعائه : (( اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً )).

(الثالث) التقدير في الرحم ، وذلك أن الملك يؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد .

(الرابع ) التقدير وهو سوق المقادير إلى المواقيت ، والله تعالى خلق الخير والشر وقدر مجئيه إلى العبد في أوقات معلومة .و الدليل على أن الله تعالى خلق الخير والشر قوله تعالى:{ إن المجرمين في ضلال وَسُعُرُ * يوم يُسحَبون في النار على وجوهِهمْ ذوقوا مَسَّ سَقَر * إنَّا كلَّ شي خلقناهُ بقَدَر ِ} [القمر 47-49] نزلت هذه الأية في القدرية ، يقال لهم ذلك في جهنم، وقال تعالى { قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق } [الفلق 1-2]. وهذا القسم إذا حصل اللطف بالعبد صرف عنه قبل أن يصل إليه .

وفي الحديث : (( إن الصدقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة )).

وفي الحديث : (( إن الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان ، ويدفع الدعاء البلاء قبل أن ينزل )).


وزعمت القدرية : أن الله تعالى لم يقدر الأشياء في القدم ، ولا سبق علمه بها ، وأنها مستأنفة ، وأنه تعالى يعلمها بعد وقوعها ، وكذبوا على الله سبحانه وتعالى جلَّ عن إقوالهم الكاذبة وتعالى علواً كبيراً ، وهؤلاء انقرضوا وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة يقولون : الخير من الله والشر من غيره ، تعالى الله عن قولهم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( القدرية مجوس هذه الأمة )) . سماهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس ، وزعمت الثنوية أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة فصاروا ثنوية ، كذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره وهو تعالى خالق الخير والشر .

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإحسان قال : (( الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه )) وهذا مقام المشاهدة لأن من قدر أن يشاهد الملك استحى أن يلتفت إلى غيره في الصلاة وأن يشغل قلبه بغيره ومقام الإحسان مقام الصديقين وقد تقدم في الحديث الأول الإشارة إلى ذلك .

قوله صلى الله عليه وسلم : ((فإنه يراك )) غافلاً إن غفلت في الصلاة وحدثت النفس فيها .

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الساعة فقال : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ))

هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟ بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به ، قال الله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة } [لقمان:34].

وقال تعالى : {ثقلت في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلا بغتة } [الإعراف:187}.

وقال تعالى :{ وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً }[الأحزاب:63].

ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعون ألف سنة وأنه بقي منها ثلاثة وستون ألف سنة فهو قول باطل حكاه الطوخي في ((أسباب التنزيل )) عن بعض المنجمين وأهل الحساب ، ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة فهذا يسوف على الغيب ولا يحل اعتقاده.

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن أماراتها قال : (( أن تلد الأمة ربتها )) الأمار والأمارة بإثبات التاء وحذفها لغتان ، وروي ربها وربتها ، قال الأكثرون هذا إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها لأن مال الإنسان صائر إلى ولده ، وقيل معناه الإماء يلدن الملوك فتكون أمة من جملة رعيته ، ويحتمل أن يكون المعنى : أن الشخص يستولد الجارية ولداً ويبيعها فيكبر الولد ويشتري أمه ، وهذا من أشراط الساعة.

قوله صلى الله عليه وسلم :

(( وأن ترى الحفاة العراة العالة ، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )) إذ العالة هم الفقراء ، والعائل الفقير ، والعيلة الفقر وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر . والرعاء بكسر الراء وبالمد ويقال فيه رعاة بضم الراء وزيادة تاء بلا مد معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان .

قوله : (( فلبث مليا )) هو بفتح الثاء على أنه للغائب ، وقيل : فلبثت بزيادة تاء المتكلم وكلاهما صحيح . وملياً بتشديد الياء معناه وقتاً طويلاً.وفي رواية أبي داود والترمذي أنه قال : بعد ثلاثة أيام . وفي (( شرح التنبيه )) للبغوي أنه قال : بعد ثلاثة فأكثر ، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال . وفي ظاهر هذا مخالفة لقول أبي هريرة في حديثه ، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ردوا علىَّ الرجل )) فأخذوا يردونه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم : (( رودا علىَّ الرجل )) فأخذوا يرودنه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم :
(( هذا جبريل )) فيمكن الجمع بينهما بأن عمر رضي الله عنه لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحال ، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين في الحال ، وأخبروا عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضراً عن إخبار الباقين .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ، فيه دليل على ان الإيمان ،و الإسلام ،و الإحسان ، تسمى كلها ديناً ، وفي الحديث دليل على أن الإيمان بالقدر واجب ، وعلى ترك الخوض في الأمور ، وعلى وجوب الرضا بالقضاء .

دخل رجل على ابن حنبل رحمه الله . فقال : عظني . فقال له : إن كان الله تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ وإن كان الخلف على الله حقاً فالبخل لماذا ؟ وإن كانت الجنة حقاً فالراحة لماذا ؟ وإن كان سؤال منكر ونكير حقاً فالأنس لماذا؟وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة لماذا ؟ وإن كان الحساب حقاً فالجمع لماذا ؟ وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالخوف لماذا ؟

(فائدة )

ذكر صاحب (( مقامات العلماء )) أن الدنيا كلها مقسومة على خمسة وعشرين قسماً :

خمسة بالقضاء والقدر ، وخمسة بالاجتهاد ، وخمسة منها بالعادة ، وخمسة بالجوهر ، وخمسة بالوراثة .

فأما الخمسة التي بالقضاء والقدر : فالرزق ، والولد ، والأهل ، والسلطان ، والعمر .

والخمسة التي بالاجتهاد : فالجنة ، والنار ن والعفة ،و الفروسية ، والكتابة .

والخمسة التي بالعادة : فالأكل ، والنوم ، والمشي ،و النكاح ،و التغوط .

و الخمسة التي بالجوهر : فالزهد ، والزكاة ، والبذل ، والجمال ،و الهيبة.

والخمسة التي بالوراثة : فالخير ، والتواصل ، والسخاء والصدق ،و الأمانة .

وهذا كله لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم (( كل شيء بقضاء وقدر )). وإنما معناه : أن بعض هذه الأشياء يكون مرتباً على سبب ،وبعضها يكون بغير سبب ، والجميع بقضاء وقدر .

الاربعين النووية - الحديث الثالث

أركان الإسلام ..

عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب رضي الله عـنهما ، قـال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم يقـول :

( بـني الإسـلام على خـمـس : شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيـتـاء الـزكـاة ، وحـج البيت ، وصـوم رمضان ) رواه البخاري [ رقم : 8 ] ومسلم [ رقم : 16 ]. 

شرح الحديث ...

قوله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس )) أي فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه ، كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه وهي خمس ، وهذا بناء معنوي شبه بالحسي ، ووجه الشبه أن البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتم ، فكذلك البناء المعنوي ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :

(( الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين )) ،و كذلك يقاس البقية.

وقد ضرب الله مثلاً للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى :

{ أفمن أسس بُنيانَهُ على تقوى مِنَ الله ورضوان خيُر أم من أسس بنيانه على شفا جُرُف هارٍ فانهارَ به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين } [التوبة109].

شبه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه على وسط طود أي : جبل راسخ ،وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحر هار ، لا ثبات له فأكله البحر فانهار الجرف فانهار بنيانه فوقع به في البحر ، فغرق ، فدخل جهنم .

قوله صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس )) أي بخمس على أن تكون على : بمعنى الباء وإلا فالمبني غير المبنى عليه فلو أخذنا بظاهره لكانت الخمسة خارجة عن الإسلام وهو فاسد ، ويحتمل أن تكون بمعنى من كقوله تعالى { إلا على أزواجهم }. [المومنون:6والمعارج :30]. أي من أزواجهم . الخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء وأما التتمات المكملات كبقية الواجبات وسائر المستحبات فهي زينة للبناء .

وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، قال وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )).

قوله صلى الله عليه وسلم: (( وحج البيت وصوم رمضان )). هكذا جاء في هذه الرواية بتقديم الحج على الصوم ، وهذا من باب الترتيب في الذكر دون الحكم ، لأن صوم رمضان وجب قبل الحج وقد جاء في الرواية الأخرى تقديم الصوم على الحج.

الاربعين النووية - الحديث الرابع

خلق الإنسان ,,

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق - :


( إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفه ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مـضغـة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويـؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، واجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) 

رواه البخاري [ رقم : 3208 ] ومسلم [ رقم : 2643 ].


شرح وفوائد الحديث

قوله : وهو الصادق المصدوق ، أي شهد الله له بأنه الصادق ، والمصدوق بمعنى المصدق فيه.

قوله صلى الله عليه وسلم (( يجمع خلقه في بطن أمه )) يحتمل أن يراد أن يجمع بين ماء الرجل والمرأة فيخلق منهما الولد كما قال الله تعالى : { خلق من ماء دافق * يَخْرُج من بين الصلب والترائب } [الطارق:6،7].

ويحتمل أن المراد أنه يجمع من البدن كله ، وذلك أنه قيل : إن النطفة في الطور الأول تسري في جسد المرأة أربعين يوماً ، وهي أيام التوحمة ، ثم بعد ذلك يجمع ويدر عليها من تربة المولود فتصير علقة ثم يستمر في الطور الثاني فيأخذ في الكبر حتى تصير مضغة ، وسميت مضغة لأنها بقدر اللقمة التي تمضغ ، ثم في الطور الثالث يصور الله تلك المضغ ويشق فيها السمع والبصر والشم والفم ، ويصور في داخل جوفها الحوايا والأمعاء ، قال الله تعالى :

{ هو الذي يصوَّرُكُم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيزُ الحكيمُ } [آل عمران :6]،
ثم إذا تم الطور الثالث وهو أربعون صار للمولود أربعة أشهر نفخت فيه الروح ،

قال الله تعالى: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب} يعني أباكم آدم { ثم من نطفة } يعني ذريته ، والنطفة المني وأصلها الماء القليل وجمعها نطاف { ثم من علقة } وهو الدم الغليظ المتجمد ، وتلك النطفة تصير دماً غليظاً {ثم من مضغةٍ} وهي لحمة { مُخَلَّقَةٍ وغير مُخَلَّقَة ٍ} [الحج:5].

قال ابن عباس مخلقة : أي تامة ، وغير مخلقة أي غير تامة بل ناقصة الخلق ، وقال مجاهد : مصورة وغير مصورة ، يعني السقط .

وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : (( إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه فقال : أي رب مخلقة ، أو غير مخلقة ؟ فإن قال : غير مخلقة ، قذفها في الرحم دماً ولم تكن نسمة ، وإن قال : مخلقة ، قال الملك : أي رب ذكرُ أم أنثى ؟ أشقي أم سعيدُ ؟ ، ما الرزق وما الأجل وبأي أرض تموت ؟ فيقال له اذهب إلى أم الكتاب فإنك تجد فيها كل ذلك . فيذهب فيجدها في أم الكتاب فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي إلى آخر صفته )).

ولهذا قيل : السعادة قبل الولادة .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( فيسبق عليه الكتاب )) أي الذي سبق في العلم ، أو الذي سبق في اللوح المحفوظ ، أو الذي سبق في بطن الأم . وقد تقدم أن المقادير أربعة .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع )) هو تمثيل وتقريب ، والمراد قطعة من الزمان من آخر عمره وليس المراد حقيقة الذراع وتحديده من الزمان ،

فإن الكافر إذا قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم مات دخل الجنة ، والمسلم إذا تكلم في آخر عمره بكلمة الكفر دخل النار .

وفي الحديث دليل على عدم القطع بدخول الجنة أو النار ، وإن عمل سائر أنواع البر ، أو عمل سائر أنواع الفسق ، وعلى أن الشخص لا يتكل على عمله ولا يعجب به لأنه لا يدري ما الخاتمة . وينبغي لكل أحد أن يسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة ويسعيذ بالله تعالى من سوء الخاتمة وشر العاقبة . فإن قيل : قال الله تعالى :{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نُضَيِّع أجر مَن أحسن عملاً }. [الكهف:30] ظاهر الآية أن العمل الصالح من المخلص يقبل ، وإذا حصل القبول بوعد الكريم أمن مع ذلك من سوء الخاتمة .

فالجواب من وجهين : احدهما أن يكون ذلك معلقاً على شرط القبول وحسن الخاتمة ،و يحتمل أن من آمن وأخلص العمل لا يختم له دائماً إلا بخير ، وأن خاتمة السوء إنما تكون في حق من أساء العمل أو خلطه بالعمل الصالح المشوب بنوع من الرياء والسمعة ويدل عليه الحديث الآخر (( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس )) أي : فيما يظهر لهم صلاح مع فساد سريرته وخبثها ،و الله أعلم .

وفي الحديث دليل على استحباب الحلق لتأكيد الأمر في النفوس وقد أقسم الله تعالى : { فورب السماء والأرض إنه لحق } .[الذاريات:23]، وقال الله تعالى :{قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم }. [التغابن:7].

والله تعالى أعلم .

الاربعين النووية - الحديث الخامس

الحديث الخامس ...

من أحدث في أمرنا


عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت:

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية لمسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.


شرح وفوائد الحديث


قوله صلى الله عليه وسلم:

(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) أي مردود. فيه دليل على أن العبادات من الغسل والوضوء والصوم والصلاة إذا فعلت على خلاف الشرع تكون مردودة على فاعلها ، وأن المأخوذ بالعقد الفاسد يجب رده على صاحبه ولا يملك ،

وقال صلى الله عليه وسلم للذي قال له : إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته ، وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاه ووليدة، فقال صلى الله عليه وسلم : (( الوليدة والغنم ردّ عليك )) . وفيه دليل على أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه ،و عمله مردود عليه وإنه يستحق الوعيد ،
وقد قال صلى عليه وسلم : (( من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله ))

الاربعين النووية - الحديث السادس


الحلال بين والحرام بين ..

عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما ، قـال : سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم يقول:

" ( إن الحلال بين ، وإن الحـرام بين ، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام ، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله ، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ، ألا وهي الـقـلب)".

رواه بخاري ومسلم



مفردات الحديث:


" بَيِّن ": ظاهر .

" مُشْتَبِهَات ": جمع مشتبه، وهو المشكل؛ لما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة.

" لا يَعْلَمُهُنَّ ": لا يعلم حكمها.

" اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ":ابتعد عنها، وجعل بينه وبين كل شبهة أو مشكلة وقاية.

" اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ": طلب البراءة أو حصل عليها لعرضه من الطعن ولدينه من النقص، وأشار بذلك إلى ما يتعلق بالناس وما يتعلق بالله عز وجل.

" الْحِمَى": المحمي، وهو المحظور على غير مالكه.

" أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ": أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.

" مضغة ": قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ في الفم.




المعنى العام


الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات: معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام :

حلال واضح، لا يخفى حله، كأكل الخبز، والكلام، والمشي، وغير ذلك..

وحرام واضح؛ كالخمر والزنا، ونحوهما..

وأما المشتبهات: فمعناه أنها ليست بواضحة الحل والحرمة، ولهذا لا يعرفها كثير من الناس، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد، فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي.

ومن الورع ترك الشبهات مثل عدم معاملة إنسان في ماله شبهة أو خالط ماله الربا، أو الإكثار من مباحات تركها أولى .

أما ما يصل إلى درجة الوسوسة من تحريم الأمر البعيد فليس من المشتبهات المطلوب تركها،

ومثال ذلك: ترك النكاح من نساء في بلد كبير خوفاً من أن يكون له فيها محرم، وترك استعمال ماء في فلاة، لجواز تنجسه.. فهذا ليس بورع، بل وسوسة شيطانية.

وقال الحسن البصري: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.

وروى عن ابن عمر أنه قال: إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها.

لكل ملك حمى، وإن حمى الله في أرضه محارمه : الغرض من ذكر هذا المثل هو التنبيه بالشاهد على الغائب وبالمحسوس على المجرد، فإن ملوك العرب كانت تحمي مراعي لمواشيها وتتوعد من يقربها، والخائف من عقوبة الملك يبتعد بماشيته خوف الوقوع، وغير الخائف يتقرب منها ويرعى في جوارها وجوانبها، فلا يلبث أن يقع فيها من غير اختياره، فيعاقب على ذلك.

ولله سبحانه في أرضه حمى، وهي المعاصي والمحرمات، فمن ارتكب منها شيئاً استحق عقاب الله في الدنيا والآخرة، ومن اقترب منها بالدخول في الشبهات يوشك أن يقع في المحرمات.

صلاح القلب: يتوقف صلاح الجسد على صلاح القلب؛ لأنه أهم عضو في جسم الإنسان، وهذا لا خلاف فيه من الناحية التشريحية والطبية، ومن المُسَلَّم به أن القلب هو مصدر الحياة المشاهدة للإنسان، وطالما هو سليم يضخ الدم بانتظام إلى جميع أعضاء الجسم، فالإنسان بخير وعافية.

والمراد من الحديث صلاح القلب المعنوي، والمقصود منه صلاح النفس من داخلها حيث لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى، وهي السريرة.

صلاح القلب في ستة أشياء قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السَّحَر، ومجالسة الصالحين. وأكل الحلال .

والقلب السليم هو عنوان الفوز عند الله عز وجل، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].

ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح الجوارح، فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة ما يريده الله، لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه وكفت عما يكره، وعما يخشى أن يكون مما يكرهه وإن لم يتيقن ذلك.

يفيد الحديث


الحث على فعل الحلال، واجتناب الحرام، وترك الشبهات، والاحتياط للدين والعرض، وعدم تعاطي الأمور الموجبة لسوء الظن والوقوع في المحظور.

الدعوة إلى إصلاح القوة العاقلة، وإصلاح النفس من داخلها وهو إصلاح القلب.

سد الذرائع إلى المحرمات، وتحريم الوسائل إليها.